زهراء فحام
05-17-2015, 06:27 PM
داوود حسين : نحتاج إلى مساحات من الحريّة
http://up.ta7a.net/uploads/143082261041.jpg
مزيج من البهجة والروح الحلوة والذكاء الفني وخفة الظل، أثرى الحركة الفنية بالعديد من الأعمال الكوميدية، ولم يقتصر نشاطه الفني على دول الخليج، بل سبقه جمهوره ومحبوه إلى مصر والوطن العربي... يختفي مواسم عن الدراما الرمضانية ليعود مجدداً بكل مختلف وجميل.
إنه الفنان المميز دوماً داود حسين الذي يطل على جمهوره في رمضان هذا العام في مسلسلي «العم صقر» و «يانا يا أنتي» بدورين مختلفين تماماً، يعتبر أولهما بمثابة عودة جديدة الى الأعمال الدرامية البحتة. أما الثاني فسيكون بالتأكيد كوميدياً. التقينا داود أخيراً ليخبرنا عن جديده في الحوار الآتي.
- لماذا قرّرت العودة هذا العام الى الدراما بعيداً عن الكوميديا؟
شعرت بأنني في حاجة إلى انبعاث جديد، وساعدني في ذلك نص العمل المكتوب بحرفية عالية، إلى جانب مضمونه الهادف. ونحن في الخليج نفتقر الى مثل هذه القضايا الاجتماعية التي تتناول العديد من الرسائل التربوية بعيداً عن مشكلات الزواج والطلاق والصراع بين الناس.
وأعتبر مسلسل «العم صقر» نقلة نوعية لي في الدراما، لأنني أعمل وللمرة الأولى تحت رقابة المخرج مناف عبدال الشديدة، فهو يحاصر الإفيهات الكوميدية التي أُطلقها عفوياً، وأي جملة في العمل تُحسب علي، وحرصه على هوية العمل لم يضايقني، بل على العكس حمّسني ودفعني إلى تقديم شيء مميز.
- لكن يبدو أنك لم تجد عملاً كوميدياً قد يعيدك بقوة؟
هذه حقيقة. فبالفعل النص الكوميدي أصبح نادراً. هناك بعض التجارب لكنها كانت للأسف دون المستوى، فالكتابة الكوميدية أصعب بكثير من تلك التراجيدية، لأن من السهل أن تُبكي الناس لكن من الصعب جداً أن تُضحكهم.
لذلك أتأنى كثيراً في اختيار أعمالي الكوميدية حتى ولو اضطررت الى الجلوس في البيت... وسبق أن فعلت ذلك كثيراً.
هل الأعمال الكوميدية لم تعد تلقى إقبالاً جماهيرياً مقارنة بالسابق؟
لا على العكس، فالأعمال الكوميدية مطلوبة، خصوصاً في الوقت الراهن وسط الحروب والمشاحنات والتوتر الذي يسود الدول العربية... الناس بحاجة إلى الترفيه والتخلص بالتالي من الطاقات السلبية التي باتت الفضائيات تبثها من خلال الأخبار السياسية وبشاعة الحروب ومشاهد الدمار والدماء... إنما كما قلت في السابق، الصعوبة تكمن في إيجاد النص الكوميدي الجيد والإنتاج الضخم والدعم وتضافر الجهود... كلها عوامل أثّرت سلباً في تقبل الأعمال الكوميدية الخليجية.
- ما الجديد في دور الكفيف الذي ستقدمه من خلال «العم صقر»؟
إنه غير مفتعل وغير متكلف، بل رجل طبيعي إنما لا يرى على عكس ما عهدناه في الدراما. وقد خضعت لتمارين عدة حتى يخرج أداء الكفيف طبيعياً، وأنا أمام تحدٍ كبير مع نفسي في إتقان هذا الدور وتقديمه بشكل مختلف، وأتمنى له النجاح.
- وما أهم الرسائل التي يتبناها العمل؟
العمل بشكل عام بعيد عن السياسة التي مللناها كثيراً ونريد أعمالاً مبهجة. يتضمن المسلسل مجموعة من الرسائل الأسرية التي تدعو إلى المحبة والتسامح بين أفراد الأسرة الواحدة، وكل مشهد فيه يحمل رسالة معينة شغلت مكانها من الطرح.
- علمنا أن الدور كتب خصيصاً للفنان القطري عبدالعزيز جاسم لكنه رفضه... ألا يسبب هذا الأمر إحراجاً لكما؟
حقيقة، لا أعلم شيئاً عن هذا الموضوع، لكن يبقى النجم عبدالعزيز جاسم أخاً عزيزاً، وفي النهاية الأدوار نصيب ولكل واحد منا رؤيته الخاصة في طريقة تقديم الدور، وهذا الأمر لا يضايقني أبداً، لأننا جميعاً نهدف الى إثراء الحركة الفنية الكويتية بأعمال تحمل قيمة، وتخدم المجتمع والدراما.
- متى ستعود إلى المنوعات؟
المنوعات لم تكن يوماً موضة وولت، إنما هذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى تحضير كبير، بالإضافة إلى أن المرحلة الحالية لا تتطلب هذه النوعية من الأعمال في ظل تشاحن النفوس. فقديماً حين كنت أقلّد فناناً معيناً أو شخصية سياسية أو اجتماعية أو إعلامية معروفة، كانوا يتقبلون الأمر بنفوس راضية، لكن الوضع تغيّر اليوم بحيث أصبح المرء يترصد الآخرين، والكل يتذمر وسط جو مشحون أصلاً، وأنا لست متفرّغاً للتبريرات والدفاع عن مضمون ترفيهي قدّمته. فالعام الماضي، حين قدمت «تذكرة داود»، سمّيت نفسي داود خوفاً من المساءلة... للأسف هكذا أصبحنا... لكن أتأمل تحسّن الأوضاع.
- كنت تقول دائماً إنك ابتعدت عن المنوعات لئلا تكرّر نفسك، في حين أن من جاء بعدك قلّدك وحقق نجاحاً كبيراً كما هو حال برنامج «واي فاي»؟
«واي فاي» تجربة مختلفة قدّمت في إطار جديد وبإنتاج ضخم تحت رعاية مجموعة mbc الرائدة عربياً، وكنت ضمن المشاركين في الجزء الأول منها، فالعمل قدّم جرعة كوميدية دسمة خالية من أي تجريح أو إسفاف وسعدت بالتعاون معهم.
لكن هناك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع وهي أن غالبية الأعمال المنوعة تدور في فلك واحد، إنما تبقى طريقة التنفيذ... لذلك لا أعتبر تجربة هذا البرنامج نسخة مكرّرة مما قدّمت في السابق، لأنها نتيجة تضافر جهود فنانين وسخاء في الإنتاج.
- هل تشعر بأنك كبُرت على الكوميديا؟
أبداً، لأنني في الأصل فنان كوميدي واشتهرت بذلك منذ دخولي المجال الفني الذي أعشقه، ولا مانع لدي من المشاركة في عمل كوميدي شرط أن يكون خارجاً عن المألوف ويقدّم شيئاً جديداً كما هو معروف عني، فإما أن أقدم عملاً مميزاً أو لا.
بالإضافة إلى أن العوامل المساعدة في أي عمل كوميدي أصبحت نادرة، ومعظم الفنانين أصبحوا يفضلون الدراما على الكوميديا اعتقاداً منهم بأن الجمهور «عايز كده»، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الجمهور متشوق دوماً للأعمال الكوميدية لكن التي تحترم عقليته.
- نراك لا تبذل جهداً في تكوين فريق عمل كوميدي كما يفعل طارق العلي؟
«عد غنماتك يا جحا»، فالفنانون الذين يجيدون الكوميديا عددهم محدود جداً، وأصبحت لكل واحد منهم شلّته الخاصة... للأسف الشللية والمحسوبية تسودان اليوم، وهذا الأمر نعانيه منذ زمن بعيد، وهذه هي مشكلة الدراما الكويتية التي تسير بعامة وفق المزاجية والكل يغنّي على ليلاه، وأنا إنسان مسالم لا أريد الدخول في حروب ومشاحنات مع أحد، لكن لا يعني هذا أنني غير مجتهد، بل أتروّى في قراراتي وحساباتي، وراضٍ عن مشواري الفني حتى هذه اللحظة.
- هل تشعر بأنك ضائع بين الأعمال الكوميدية التي تُجدها والدراما التي لم يعتدك الجمهور فيها؟
ومن قال إن الجمهور لم يعتد عليّ في الأعمال الدرامية؟ أنا فنان والمفروض أن أجيد كل أنواع الفنون. لا لست ضائعاً، والحمد لله قدمت الكثير من الأعمال الناجحة، سواء كوميدية أو تراجيدية.
- هل من تجربة جديدة على مستوى المسرح؟
حقيقة، قُدمت إليّ بعض العروض، لكنني ضد مبدأ أن أعرض على الخشبة والجمهور يجلس على كراسي البحر في مسارح تجارية رديئة. وإذا وجدت مكاناً مميزاً ومناسباً فسأعود الى المسرح، لأنني تعودت على احترام ضيوفي، والجماهير ضيوف أعزاء لا بد من إكرامهم.
- أين أنت اليوم من الأعمال المصرية؟
أنا موجود وتحديداً هذا العام من خلال مسلسل «يانا يا أنتي» كضيف شرف في ثلاث حلقات أمام الفنانتين فيفي عبده وسمية الخشاب، وأجسد في هذا العمل دور شاب خليجي دائم المناوشات معهما، إنما في قالب كوميدي جميل. أما بالنسبة إلى السينما فخطوة مؤجلة.
- كيف ترى الرقابة وتعاملها مع الفنانين؟
أنا فنان أحب أن أكون حراً طليقاً، وأعمل في المجال الفني منذ عام 1977 وأصبحت لديّ رقابة ذاتية وأُفرّق بين الجيد والرديء... حين يقوّم شاب صغير ما أقوله، أعتبر هذا عيباً في حقي، فما بالكم بمن يقوّم ما يقوله عبد الحسين عبدالرضا أو سعاد عبدالله أو حياة الفهد؟ بعد خبرتي الطويلة، لا أعتقد أن هؤلاء الكبار قد يتسلط عليهم أحد من الجهات الرقابية، لأنهم في النهاية يمكن أن يدرّسوا هم الرقابة للرقيب نفسه. ونحن كفنانين، نحتاج إلى مساحات من الحرية. لذلك أنا لست مع القيود الرقابية، إلا على الفنانين الصغار لخبرتهم المتواضعة فقط، وليس انتقاصاً منهم.
- ماذا ينقص الإنتاج في الكويت؟
كل شيء متوافر هنا، لكن مشكلتنا تكمن في المزاجية. فعلى سبيل المثال، لو أن منتجاً لا يحب فلاناً، فمن الممكن أن يختلق له الأعذار حتى يوقف عمله... لا تنقصنا الإمكانات والحمد لله صورة الدراما الكويتية تطورت كثيراً عن السابق، لكن للأسف النفوس أصبحت «وحشة أوي»، لذا يجب أن ننقّي أرواحنا ونصفّي نياتنا.
- أخيراً كيف تواجه الشائعات التي قد تطاول بيتك وعائلتك؟
لا أرد على هؤلاء حتى لا أعطيهم أهمية، وأقول لمن يريد النيل مني ومن عائلتي أنني أعرف نفسي جيداً، وأهم شيء عندي في الدنيا هو بيتي وعائلتي، والحمد لله أنا مستقر معهم.
.
http://up.ta7a.net/uploads/143082261041.jpg
مزيج من البهجة والروح الحلوة والذكاء الفني وخفة الظل، أثرى الحركة الفنية بالعديد من الأعمال الكوميدية، ولم يقتصر نشاطه الفني على دول الخليج، بل سبقه جمهوره ومحبوه إلى مصر والوطن العربي... يختفي مواسم عن الدراما الرمضانية ليعود مجدداً بكل مختلف وجميل.
إنه الفنان المميز دوماً داود حسين الذي يطل على جمهوره في رمضان هذا العام في مسلسلي «العم صقر» و «يانا يا أنتي» بدورين مختلفين تماماً، يعتبر أولهما بمثابة عودة جديدة الى الأعمال الدرامية البحتة. أما الثاني فسيكون بالتأكيد كوميدياً. التقينا داود أخيراً ليخبرنا عن جديده في الحوار الآتي.
- لماذا قرّرت العودة هذا العام الى الدراما بعيداً عن الكوميديا؟
شعرت بأنني في حاجة إلى انبعاث جديد، وساعدني في ذلك نص العمل المكتوب بحرفية عالية، إلى جانب مضمونه الهادف. ونحن في الخليج نفتقر الى مثل هذه القضايا الاجتماعية التي تتناول العديد من الرسائل التربوية بعيداً عن مشكلات الزواج والطلاق والصراع بين الناس.
وأعتبر مسلسل «العم صقر» نقلة نوعية لي في الدراما، لأنني أعمل وللمرة الأولى تحت رقابة المخرج مناف عبدال الشديدة، فهو يحاصر الإفيهات الكوميدية التي أُطلقها عفوياً، وأي جملة في العمل تُحسب علي، وحرصه على هوية العمل لم يضايقني، بل على العكس حمّسني ودفعني إلى تقديم شيء مميز.
- لكن يبدو أنك لم تجد عملاً كوميدياً قد يعيدك بقوة؟
هذه حقيقة. فبالفعل النص الكوميدي أصبح نادراً. هناك بعض التجارب لكنها كانت للأسف دون المستوى، فالكتابة الكوميدية أصعب بكثير من تلك التراجيدية، لأن من السهل أن تُبكي الناس لكن من الصعب جداً أن تُضحكهم.
لذلك أتأنى كثيراً في اختيار أعمالي الكوميدية حتى ولو اضطررت الى الجلوس في البيت... وسبق أن فعلت ذلك كثيراً.
هل الأعمال الكوميدية لم تعد تلقى إقبالاً جماهيرياً مقارنة بالسابق؟
لا على العكس، فالأعمال الكوميدية مطلوبة، خصوصاً في الوقت الراهن وسط الحروب والمشاحنات والتوتر الذي يسود الدول العربية... الناس بحاجة إلى الترفيه والتخلص بالتالي من الطاقات السلبية التي باتت الفضائيات تبثها من خلال الأخبار السياسية وبشاعة الحروب ومشاهد الدمار والدماء... إنما كما قلت في السابق، الصعوبة تكمن في إيجاد النص الكوميدي الجيد والإنتاج الضخم والدعم وتضافر الجهود... كلها عوامل أثّرت سلباً في تقبل الأعمال الكوميدية الخليجية.
- ما الجديد في دور الكفيف الذي ستقدمه من خلال «العم صقر»؟
إنه غير مفتعل وغير متكلف، بل رجل طبيعي إنما لا يرى على عكس ما عهدناه في الدراما. وقد خضعت لتمارين عدة حتى يخرج أداء الكفيف طبيعياً، وأنا أمام تحدٍ كبير مع نفسي في إتقان هذا الدور وتقديمه بشكل مختلف، وأتمنى له النجاح.
- وما أهم الرسائل التي يتبناها العمل؟
العمل بشكل عام بعيد عن السياسة التي مللناها كثيراً ونريد أعمالاً مبهجة. يتضمن المسلسل مجموعة من الرسائل الأسرية التي تدعو إلى المحبة والتسامح بين أفراد الأسرة الواحدة، وكل مشهد فيه يحمل رسالة معينة شغلت مكانها من الطرح.
- علمنا أن الدور كتب خصيصاً للفنان القطري عبدالعزيز جاسم لكنه رفضه... ألا يسبب هذا الأمر إحراجاً لكما؟
حقيقة، لا أعلم شيئاً عن هذا الموضوع، لكن يبقى النجم عبدالعزيز جاسم أخاً عزيزاً، وفي النهاية الأدوار نصيب ولكل واحد منا رؤيته الخاصة في طريقة تقديم الدور، وهذا الأمر لا يضايقني أبداً، لأننا جميعاً نهدف الى إثراء الحركة الفنية الكويتية بأعمال تحمل قيمة، وتخدم المجتمع والدراما.
- متى ستعود إلى المنوعات؟
المنوعات لم تكن يوماً موضة وولت، إنما هذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى تحضير كبير، بالإضافة إلى أن المرحلة الحالية لا تتطلب هذه النوعية من الأعمال في ظل تشاحن النفوس. فقديماً حين كنت أقلّد فناناً معيناً أو شخصية سياسية أو اجتماعية أو إعلامية معروفة، كانوا يتقبلون الأمر بنفوس راضية، لكن الوضع تغيّر اليوم بحيث أصبح المرء يترصد الآخرين، والكل يتذمر وسط جو مشحون أصلاً، وأنا لست متفرّغاً للتبريرات والدفاع عن مضمون ترفيهي قدّمته. فالعام الماضي، حين قدمت «تذكرة داود»، سمّيت نفسي داود خوفاً من المساءلة... للأسف هكذا أصبحنا... لكن أتأمل تحسّن الأوضاع.
- كنت تقول دائماً إنك ابتعدت عن المنوعات لئلا تكرّر نفسك، في حين أن من جاء بعدك قلّدك وحقق نجاحاً كبيراً كما هو حال برنامج «واي فاي»؟
«واي فاي» تجربة مختلفة قدّمت في إطار جديد وبإنتاج ضخم تحت رعاية مجموعة mbc الرائدة عربياً، وكنت ضمن المشاركين في الجزء الأول منها، فالعمل قدّم جرعة كوميدية دسمة خالية من أي تجريح أو إسفاف وسعدت بالتعاون معهم.
لكن هناك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع وهي أن غالبية الأعمال المنوعة تدور في فلك واحد، إنما تبقى طريقة التنفيذ... لذلك لا أعتبر تجربة هذا البرنامج نسخة مكرّرة مما قدّمت في السابق، لأنها نتيجة تضافر جهود فنانين وسخاء في الإنتاج.
- هل تشعر بأنك كبُرت على الكوميديا؟
أبداً، لأنني في الأصل فنان كوميدي واشتهرت بذلك منذ دخولي المجال الفني الذي أعشقه، ولا مانع لدي من المشاركة في عمل كوميدي شرط أن يكون خارجاً عن المألوف ويقدّم شيئاً جديداً كما هو معروف عني، فإما أن أقدم عملاً مميزاً أو لا.
بالإضافة إلى أن العوامل المساعدة في أي عمل كوميدي أصبحت نادرة، ومعظم الفنانين أصبحوا يفضلون الدراما على الكوميديا اعتقاداً منهم بأن الجمهور «عايز كده»، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الجمهور متشوق دوماً للأعمال الكوميدية لكن التي تحترم عقليته.
- نراك لا تبذل جهداً في تكوين فريق عمل كوميدي كما يفعل طارق العلي؟
«عد غنماتك يا جحا»، فالفنانون الذين يجيدون الكوميديا عددهم محدود جداً، وأصبحت لكل واحد منهم شلّته الخاصة... للأسف الشللية والمحسوبية تسودان اليوم، وهذا الأمر نعانيه منذ زمن بعيد، وهذه هي مشكلة الدراما الكويتية التي تسير بعامة وفق المزاجية والكل يغنّي على ليلاه، وأنا إنسان مسالم لا أريد الدخول في حروب ومشاحنات مع أحد، لكن لا يعني هذا أنني غير مجتهد، بل أتروّى في قراراتي وحساباتي، وراضٍ عن مشواري الفني حتى هذه اللحظة.
- هل تشعر بأنك ضائع بين الأعمال الكوميدية التي تُجدها والدراما التي لم يعتدك الجمهور فيها؟
ومن قال إن الجمهور لم يعتد عليّ في الأعمال الدرامية؟ أنا فنان والمفروض أن أجيد كل أنواع الفنون. لا لست ضائعاً، والحمد لله قدمت الكثير من الأعمال الناجحة، سواء كوميدية أو تراجيدية.
- هل من تجربة جديدة على مستوى المسرح؟
حقيقة، قُدمت إليّ بعض العروض، لكنني ضد مبدأ أن أعرض على الخشبة والجمهور يجلس على كراسي البحر في مسارح تجارية رديئة. وإذا وجدت مكاناً مميزاً ومناسباً فسأعود الى المسرح، لأنني تعودت على احترام ضيوفي، والجماهير ضيوف أعزاء لا بد من إكرامهم.
- أين أنت اليوم من الأعمال المصرية؟
أنا موجود وتحديداً هذا العام من خلال مسلسل «يانا يا أنتي» كضيف شرف في ثلاث حلقات أمام الفنانتين فيفي عبده وسمية الخشاب، وأجسد في هذا العمل دور شاب خليجي دائم المناوشات معهما، إنما في قالب كوميدي جميل. أما بالنسبة إلى السينما فخطوة مؤجلة.
- كيف ترى الرقابة وتعاملها مع الفنانين؟
أنا فنان أحب أن أكون حراً طليقاً، وأعمل في المجال الفني منذ عام 1977 وأصبحت لديّ رقابة ذاتية وأُفرّق بين الجيد والرديء... حين يقوّم شاب صغير ما أقوله، أعتبر هذا عيباً في حقي، فما بالكم بمن يقوّم ما يقوله عبد الحسين عبدالرضا أو سعاد عبدالله أو حياة الفهد؟ بعد خبرتي الطويلة، لا أعتقد أن هؤلاء الكبار قد يتسلط عليهم أحد من الجهات الرقابية، لأنهم في النهاية يمكن أن يدرّسوا هم الرقابة للرقيب نفسه. ونحن كفنانين، نحتاج إلى مساحات من الحرية. لذلك أنا لست مع القيود الرقابية، إلا على الفنانين الصغار لخبرتهم المتواضعة فقط، وليس انتقاصاً منهم.
- ماذا ينقص الإنتاج في الكويت؟
كل شيء متوافر هنا، لكن مشكلتنا تكمن في المزاجية. فعلى سبيل المثال، لو أن منتجاً لا يحب فلاناً، فمن الممكن أن يختلق له الأعذار حتى يوقف عمله... لا تنقصنا الإمكانات والحمد لله صورة الدراما الكويتية تطورت كثيراً عن السابق، لكن للأسف النفوس أصبحت «وحشة أوي»، لذا يجب أن ننقّي أرواحنا ونصفّي نياتنا.
- أخيراً كيف تواجه الشائعات التي قد تطاول بيتك وعائلتك؟
لا أرد على هؤلاء حتى لا أعطيهم أهمية، وأقول لمن يريد النيل مني ومن عائلتي أنني أعرف نفسي جيداً، وأهم شيء عندي في الدنيا هو بيتي وعائلتي، والحمد لله أنا مستقر معهم.
.